سويد الخشرمي – ترج : تذمر مواطنو ترج من قرب تشغيل محطة الصرف الصحي بمحافظة النماص ومساهتمها – حسب وصفهم – في تلويث وادي ترج المكتظ بالسكان وأشجار النخيل التي تعتبر رافداً مهم للزراعة في بيشة بشكل خاص والمملكة بشكل عام ، ودشّن مغردون هاشتاقاً بعنوان #ترج_ينخاكم_من_الصرف ناشدوا من خلاله المسؤولين العدول عن القرار وإيجاد حلول بديلة.
الدكتور محمد بن عبدالله آل عاطف الحارثي كتب مقالاً بهذا الخصوص بعنوان (ترج يستغيث) قال فيه :
يُعتبرُ وادي ترج من الأوديةِ الكبيرةِ حجمًا ، والباهية جمالًا.
فعندما نتحدَّثُ عن موقع هذا الوادي فنحنُ نتحدَّث عن وادٍ يربط محافظتي النماص و تنومة بمحافظة بيشة بطولٍ يتجاوز المئة والثمانين كيلو مترات .
وتجري فيه تلك العيون العذبة والتي ترسم للجميعِ مدى التناغم بين جباله وجريانِ مياههِ الصَّافية والّتي صوَّرت لنا عظمةَ الخالق -سبحانه وتعالى-
فكما يقول الشاعر :
وعذبُ الماءِ من مطرٍ
على الوديانِ قد سارَ….
ليسقي الزَّرعَ والبشرَ
جوادًا كان مِدرارا….
فتلكَ طبيعة غنَّاء
غدت للفكرِ أسرارا….
إلهُ الكونِ سوَّاها
عليها كانَ قهَّارا….
كان ومازال ذلك الوادي مصدر شُربٍ للإنسانِ والحيوانِ والنَّباتِ وهذا ماجعلهُ مُمَيَّزًا دونَ غيرهِ من الأودية.
وما امتلكه من حُبٍّ عظيمٍ بقلوبِ أهله،فقد وُلِدُوا وترعرعُوا بينَ أحجارهِ وتغنَّوا بأصوات جريان مائه .
وعندما أتطرَّقُ لهؤلاءِ فإنَّني أذكر بني الحارث ، وبني عمرو ، وبني شهر البادية.الّذين يقطنون بذلك الوادي.
ثُمَّ يأتي ذلكَ الإنسان والذي دأبَ على تدميرِ بيئته، وكأنَّ شيئًا لم يكن! فأنت لاتعلمُ ياهذا أنَّ هذا الوادي جُزءٌ منا بل هو كلنا! ويعني لنا الكثير هو أرضنا هو مسكننا هو حياتنا، قل بربي كيف نموت ونحن أحياء؟!
أيُّ هدمٍ لشبرٍ من هذا الوادي هو هدمٌ لنا ولقلوبنا، فهل فهمت؟!
هل يحق لك أن تأتي بكلِّ سهولةٍ وتصعقنا بمايسمى ” مياه الصرف الصحي” ؟!
هل يحق لك أن تعبث بالجمال؟!
أيّ مشروعٍ هذا؟!
ياهذا، كُفّ عمّا تفعل واستجبْ لما يراه وادي “ترج”
فها هو يستغيث قائلًا:
أنقذوني من هؤلاءِ العابثين !
وكأنهُ يُذكِّرُنا بقولِ الشاعر:
بانَ الفسادُ هُنا في الأرضِ وانتشَرَ
في البرِّ والبحرِ ، لافرقٌ نرى العِلَلَا
تبكي السماءُ على أرضٍ مُعظَّمةٍ
أصابها الضُّرُّ ، باتتْ تُدمعُ المُقلَا
وأخيرًا ،يا ولاةَ اﻷمر:
هذا وادي ترج يُناشدُكم بالله لتحقيقِ آمالِ أهله وذلك بعدمِ قلبِ كيانه واستغلاله وكفّ الأذى عنه …
فهم ُ فيهِ في عيشٍ وهناءٍ أحبّوه واديًا فلْيتركوهُ لهم ليُكملوا حياتهم الهانئة فيه.
—————————